فوائد العسل

بالاثبات العلمي تأثير عسل السدر الجبلي كمضاد للبكتريا و الميكروبات المسببة للامراض

عسل السدر الجبلي

يُعد عسل السدر من فهد القنون من أجود وأندر أنواع العسل في العالم، ولعل أندرها وأفضلها هو ما يُعرف بعسل السدر الجبلي، فهذا النوع الفريد يأتي من رحيق زهرة شجر السدر التي تنمو بشكل طبيعي في المناطق الجبلية النائية.

عسل السدر الجبلي

وزهرة السدر الجبلية التي يتغذى عليها العسل تتمتع بنكهة ورائحة عطرية فريدة نابعة من الظروف المناخية، والتربة الغنية التي تنمو فيها، وتنتقل تلك الرائحة العطرية والنكهة اللذيذة إلى رحيق الزهرة الذي تقتات عليه النحلات، لإنتاج هذا “العسل الأسود” كما يُطلَق عليه.

ويتميز العسل بلونه الأسمر الداكن، وقوامه الكثيف، وطعمه المميز الذي يجمع بين حلاوة العسل ومذاق الأزهار والأعشاب الجبلية، كما أن له فوائد صحية وغذائية استثنائية.

التركيب الكيميائي لعسل السدر الجبلي

يتكون عسل السدر الجبلي من مجموعة من الفيتامينات والمعادن بجانب الماء، وتختلف نسب هذه المكونات باختلاف مصدر العسل، والمنطقة الجغرافية التي يتم فيها جمع رحيق الزهور، والمكونات الأساسية له تكون كالتالي:

السكريات: حيث يحتوي على سكريات بنسبة مرتفعة تصل إلى 70-80%، ومن أبرزها الفركتوز والجلوكوز والسكروز والمالتوز، وهذه السكريات هي المسؤولة عن النكهة الحلاوة الخاصة بالعسل.

الماء: يحتوي عسل السدر الجبلي على نسبة ماء تتراوح ما بين 15-20%

أملاح وفيتامينات وأحماض عضوية متنوعة: حيث يحتوي بنسبة ضئيلة على معادن وفيتامينات وأحماض عضوية مهمة مثل فيتامين سي، حمض الخليك، حمض الليمون، الكالسيوم، المغنيسيوم، البوتاسيوم، وغيرها.

مركبات فينولية ومضادات أكسدة: كما يحتوي على مضادات أكسدة مثل الفلافونويد والكاروتينويد، بالإضافة لبعض الإنزيمات ومركبات أخرى ينقلها النحل من النبات الأصلي.

الاثبات العلمي على تأثير عسل السدر الجبلي كمضاد للبكتريا

يحتوي عسل السدر الجبلي على العديد من المركبات التي ثبت علمياً أن لها تأثير مضاد للبكتيريا، ومن أبرز هذه الأدلة:

  • وجود مركبات الفينول والفلافونويدات، حيث أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Elsevier عام 2019 أن لهذه المركبات تأثير قوي ضد أنواع مختلفة من البكتيريا مثل، الإشريكية القولونية والسالمونيلا.
  • وجود مركبات مضادة للأكسدة مثل، فيتامين سي و الكاروتينويدات التي تثبط نمو البكتيريا عن طريق تعطيل التفاعلات الكيميائية داخلها.
  • تواجد بروتين الديفنسين، وهو بروتين مضاد للميكروبات ينتجه النحل في جسمه وينتقل للعسل، وقد ثبت فعاليته ضد أمراض مثل التهابات الجلد والإنفلونزا.  
  • وجود حمض الفورميك، وغيره من الأحماض العضوية بتركيز منخفض، ولكن بتأثير فعال ضد أغلب أنواع البكتيريا.

وبالتالي فإن التركيب الكيميائي الفريد لعسل السدر الجبلي من فهد القنون يجعله ذو فائدة صحية مضادة للالتهابات، والأمراض البكتيرية عند تناوله بانتظام.

اقرأ أيضا: فوائد عسل السمر على الريق تعرفها لأول مرة و الاخيرة ستذهلك!

آلية عمل عسل السدر على البكتيريا والميكروبات

تعمل مكونات عسل السدر على محاربة البكتيريا والميكروبات عن طريق عدة آليات، منها:

  • التأثير على جدار الخلية البكتيرية: حيث تعمل مركبات مثل الفينول وحمض الفورميك على تفكيك الأغشية الخلوية للبكتيريا مما يؤدي لموتها.
  • تثبيط إنتاج الطاقة: تقوم مضادات الأكسدة بتثبيط الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلية البكتيرية، مما يوقف نموها وتكاثرها.
  • تثبيط التصنيع الغذائي: حيث تمنع بعض المركبات الفينولية البكتيريا من الحصول على المغذيات اللازمة لنموها.
  • تفكيك الحمض النووي DNA: وهناك مركبات كالإنزيمات تعمل على تدمير الحمض النووي داخل خلايا البكتيريا مسببة موتها. 

وهكذا يؤثر التركيب الفريد لعسل السدر الأصلي من فهد القنون على آليات حيوية متعددة داخل الخلايا الميكروبية، مما يوقف نموها وانتشارها في الجسم عند تناول العسل.

استخدام عسل السدر في الطب البديل

يُستخدم عسل السدر الجبلي في الطب البديل لعلاج العديد من الحالات المرضية، وذلك لاحتوائه على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة ومطهرة، ومن أمثلة استخداماته:

  • علاج أمراض الجهاز الهضمي مثل، قرحة المعدة والتهابات الأمعاء، حيث يعمل كمضاد حيوي طبيعي.
  • التئام الجروح وحروق الجلد، نظراً لاحتوائه على مضادات أكسدة، ومواد مطهرة تسرع التئام الخلايا.  
  • تخفيف أعراض نزلات البرد والتهابات الحلق، ويكون من خلال تناوله على شكل مشروب ساخن مع إضافة الليمون.
  • تحسين صحة القلب، حيث تشير الدراسات إلى قدرته على خفض ضغط الدم، ومستويات الكولسترول.
  • تقوية المناعة بشكل عام، نظراً لاحتوائه على فيتامينات ومعادن هامة للجهاز المناعي.

وهكذا يُوصى باستهلاك عسل السدر الجبلي الطبيعي من مناحل فهد القنون يومياً كجزء من نظام غذائي صحي متوازن، للاستفادة من خصائصه العلاجية المتنوعة.

مقارنة بين عسل السدر الجبلي والمضادات الحيوية الصناعية

تتميز المضادات الحيوية الاصطناعية بقدرتها العالية على قتل البكتيريا المسببة للأمراض بسرعة وفاعلية، لكنها قد تسبب آثار جانبية غير مرغوبة، وفي المقابل عسل السدر كبديل طبيعي له مميزات مغايرة:

  • ‏أولاً: فاعلية المضادات الحيوية ضد البكتيريا أعلى بكثير من عسل السدر، إلا أنه يُفضَّل استخدام السدر كعلاج وقائي أو مساعد.
  • ثانياً: المضادات الحيوية قد تؤدي لمقاومة بكتيرية إذا أُسيء استخدامها، بينما السدر آمن وطبيعي. 
  • ثالثاً: عسل السدر مفيد لتقوية الجهاز المناعي بشكل عام، بينما المضادات الحيوية قد تؤثر سلباً عليه.
  • رابعاً: السدر غني بمضادات الأكسدة التي تعزز الصحة، على عكس بعض آثار المضادات الحيوية مثل إتلاف الكبد.
  • خامساً: تناول السدر آمن جداً، ويمكن استخدامه يومياً كمكمل غذائي، بخلاف المضادات الحيوية.

وبشكل عام يُنصح باستخدام البديلين معاً، المضاد الحيوي للقضاء السريع على العدوى، وعسل السدر لدعم المناعة والوقاية من تكرار الإصابة بالعدوى، وأيضًا كعامل مساعد بجانب الأدوية الكيميائية، لتسريع عملية الشفاء.

تأثير عسل السدر الجبلي على الصحة العامة

يؤثر عسل السدر إيجابياً على الصحة العامة في عدة جوانب، ومنها:

تحسين صحة الجهاز الهضمي

يعد السدر مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة والمضادات الحيوية الطبيعية، مما يساعد على تقوية الجهاز الهضمي والحماية من الالتهابات مثل قرحة المعدة.

دعم صحة القلب والأوعية الدموية

حيث تشير الدراسات إلى فعاليته في خفض ضغط الدم المرتفع وتقليل مستويات الكوليسترول، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

تعزيز صحة الجهاز المناعي ومحاربة الالتهابات

عسل السدر يحتوي على فيتامينات ومعادن مفيدة لتنشيط خلايا المناعة، ويساعد الجسم على مكافحة الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض.

مضاد للأكسدة ومحاربة آثار الشيخوخة

كونه غنياً بمركبات الكاروتين والفلافونويدات، فهو يساعد على محاربة الجذور الحرة وبالتالي إبطاء عملية الشيخوخة وتلف الخلايا.

وهكذا، فإن تناول عسل السدر الأصلي من مزارع فهد القنون بانتظام يساهم في الوقاية من الأمراض وتعزيز مقومات الصحة بشكل عام على المدى الطويل.

كيفية استخدام عسل السدر كمضاد للبكتيريا والميكروبات

يمكن استخدام عسل السدر الجبلي كمضاد طبيعي للبكتيريا والميكروبات بعدة طرق، مثل:

  • تناول ملعقة صغيرة منه يومياً على الريق لتعزيز مناعة الجسم ومنع العدوى بالفيروسات والبكتيريا.
  • عمل غرغرة بمحلول مخفف منه مع الماء الدافئ لتخفيف التهاب الحلق والتهابات اللوزتين البكتيرية.
  • وضعه موضعيًا على الجروح الصغيرة أو الحروق السطحية، حيث يساعد مركباته على التئام الجروح ويمنع تلوثها.
  • خلطه مع زيت الزيتون أو الليمون وتدليك الجسم بالمزيج كعلاج طبيعي لحب الشباب الناتج عن بكتيريا البشرة.
  • إضافته لمضمضة الفم لتخفيف التهاب اللثة، والتهابات الأغشية المخاطية للفم.
  • تناول مشروب ساخن بإضافة ملعقة من السدر والليمون كمسكن ومضاد التهابي في حالات نزلات البرد والإنفلونزا.

وبشكل عام ينصح بتناول ملعقة إلى ملعقتين يوميًا من عسل فهد القنون، كجرعة وقائية للوقاية من الجراثيم وتقوية جهاز المناعة.

اقرأ أيضا: من اين تحصل على أجود أنواع العسل في العالم

ما هو دور عسل السدر الجبلي في مكافحة العدوى والالتهابات؟

يلعب عسل السدر دوراً مهماً في مكافحة العدوى والالتهابات عن طريق عدة آليات:

  • أولاً: يحتوي السدر على مركبات فينولية وفلافونويدات ذات تأثير مضاد للميكروبات، حيث تعمل على تثبيط نمو الفيروسات والبكتيريا، والفطريات المسببة للأمراض.
  • ثانياً: يقوي مركبات السدر جهاز المناعة لدى الإنسان من خلال تنشيط نشاط الخلايا البيضاء الدفاعية مثل، الخلايا الليمفاوية والبلاعم.
  • ثالثاً: يحتوي على مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الخلايا من التلف وتمنح الجسم مناعة أفضل تجاه العوامل الممرضة.
  • رابعاً: المركبات المضادة للالتهابات في السدر مثل الكاروتينويدات تقلل من حدة الاستجابة المناعية الالتهابية غير الضرورية. 
  • خامساً: يسرع عسل السدر من التئام الجروح واستعادة سلامة الأنسجة مما يحد من خطر التلوث البكتيري.

الأبحاث السريرية لاستخدام عسل السدر في الطب الحديث

تجرى حالياً عدة أبحاث سريرية (على البشر) لدراسة فوائد استخدام عسل السدر في الطب الحديث، منها:

  • دراسة في إيران بحثت في تأثير عسل السدر على إلتهابات المسالك البولية، وأظهرت نتائج إيجابية في تخفيف أعراض هذه الالتهابات.
  • دراسة هندية استخدمت عسل السدر في علاج حب الشباب، وتبيَن فعاليته في تقليل عدد وحجم البثور مقارنةً بدواء موضعي.  
  • دراسة أردنية اختبرت استخدام خليط من عسل السدر وزيت الزيتون، لعلاج التهابات القدم الرياضية والتهابات الأظافر الفطرية.
  • دراسة سعودية بحثت في تأثير عسل السدر على مرضى الربو، وكانت النتائج واعدة في تحسين وظائف الرئة.
  • دراسة أمريكية جارية حاليًا لاختبار مدى فعالية عسل السدر في مقاومة بكتيريا المُكَوِرات العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية.

وتؤكد هذه الأبحاث اهتمام الأوساط الطبية المعاصرة بدراسة وتوظيف الطب البديل، وخصوصًا عسل السدر في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض.

يُعدّ عسل السدر الجبلي من أجود وأثمن أنواع العسل على الإطلاق، نظراً لندرته وخصائصه الاستثنائية التي يكتسبها من زهور السدر الجبلية، فهو يتميز بنكهته المميزة ورائحته العطرية، وقوامه الكثيف ولونه الداكن،كما يحوي مركبات فينولية وفلافونيدات ذات تأثير صحي وعلاجي هائل، فهو مضاد للأكسدة، ومضاد للالتهابات، ومضاد للميكروبات.

المصادر

In vitro antimicrobial activities of Saudi honeys originating from Ziziphus spina‐christi L. and Acacia gerrardii Benth