في ظل تزايد الاهتمام بالتغذية الصحية وانتشار استخدام المكملات الطبيعية، تتكرر التساؤلات حول تأثير مكملات العكبر أو ما يُعرف بالبروبوليس على الوزن. الكثير من الأشخاص يتساءلون: هل العكبر يزيد الوزن؟ هل البروبوليس يزيد الوزن؟ خاصة مع تضارب المعلومات الموجودة بين مقالات تؤكد فائدته لخسارة الوزن وأخرى تحذر من احتمال تسببه في زيادته.
تلاحق هذه التساؤلات كل من يهتم بدعم صحته أو يفكر في إدراج العكبر ضمن روتينه اليومي، وسط انتشار الشائعات وتداخل النصائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف. في هذه المقالة سيتم توضيح ما تقوله الأدلة العلمية الحديثة حول علاقة العكبر بالوزن، مع عرض نتائج الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع وأساليب استخدامه وتجارب من اعتمدوه، ليكون أمامكم أساس علمي موثوق قبل اتخاذ أي قرار بشأن إدخال العكبر في نمطكم الغذائي.
هل العكبر يزيد الوزن؟
عند البحث حول ما إذا كان العكبر يزيد الوزن أو ينقصه، لا تظهر هناك أدلة علمية قاطعة تدعم أي من الاتجاهين لدى البشر. لم تثبت الأبحاث وجود علاقة مباشرة بين تناول العكبر وزيادة الوزن أو حتى إنقاصه بشكل ملحوظ في الدراسات السريرية البشرية المتوفرة حتى الآن، بحسب تقرير WebMD. الاستخدام الشائع للعكبر غالبًا بهدف الاستفادة من خصائصه المناعية والوقائية وليس بهدف تعديل الوزن.
ما تقول الدراسات؟
معظم ما تطرحه الأدبيات العلمية حول تأثير العكبر ومركباته على الوزن يستند إلى تجارب أُجريت على الحيوانات وليست على البشر مباشرة. وقد أظهرت بعض هذه الدراسات نتائج تشير إلى انخفاض تراكم الدهون وتحسّن بعض مؤشرات الاستقلاب عند إعطاء مستخلصات العكبر للحيوانات، كما رصدت مراجعة علمية حديثة فعالية بوليفينولات العكبر في تقليل الوزن في التجارب الحيوانية. لكن من المهم التنويه إلى أن:
- هذه النتائج لم يتم تأكيدها بعد لدى البشر لأن الدراسات السريرية مفقودة أو محدودة للغاية.
- التغيرات الملحوظة في الوزن بالجسم جاءت غالبًا من تأثيرات المواد المستخلصة وليس من تناول العكبر الخام.
- نتائج الدراسات الحيوانية لا تعني بالضرورة نفس الاستجابة عند البشر بسبب اختلافات الاستقلاب والجرعات.
هل للعكبر سعرات حرارية؟
العكبر ليس مصدرًا مرتفعًا بالسعرات الحرارية على الإطلاق، إذ تُستخدم المكملات عادة بجرعات صغيرة جداً لا تتجاوز غالبًا 1.5 غرام يومياً. هذه الكميات الضئيلة لا تحتوي على ما يكفي من الطاقة الحرارية حتى يكون لها أثر واقعي على زيادة الوزن.
هل يغيّر الشهية؟
لم تظهر نتائج قطعية تفيد بأن العكبر يغيّر الشهية مباشرةً أو يحفز أو يثبط تناول الطعام عند الإنسان. تركزت الدراسات غالباً على تأثيراته المضادة للالتهاب واستهداف عمليات الأيض بشكل عام، وليس التأثيرات المرتبطة بالجوع أو الشهية. كما أن بعض المستخدمين أبلغوا بعشوائية عن تغيرات طفيفة في الشهية، بينما لم يلاحظ آخرون أي فرق، ما يعني أن الاستجابة للعكبر بهذا الجانب فردية ولا يمكن التنبؤ بها بدقة.
ما هو العكبر (البروبوليس)؟
العكبر هو مادة صمغية ينتجها النحل من خلال مزج شمع العسل مع الراتنجات النباتية وإفرازاته اللعابية، ليحصل على مركب غني يستخدم في تدعيم خلايا النحل وحمايتها من الجراثيم. يشتهر العكبر أيضًا باسم "البروبوليس"، وتتنوع خصائصه وملمسه حسب نوع النباتات التي يستخدمها النحل وموقع الخلية الجغرافي، مما يمنحه كثافة لزجة ولونًا يتدرج من البني الداكن إلى الأخضر أو الأحمر الفاتح حسب المصدر النباتي والجغرافي.
كيف ينتجه النحل؟
ينتج النحل العكبر عندما يجمع الراتنجات من براعم وجذوع الأشجار والنباتات، ثم يمزجها مع شمع العسل والإنزيمات اللعابية داخل خلاياه. هذه العملية تخلق مادة صمغية قوية ومرنة تُستخدم لسد الشقوق الصغيرة في الخلية، وحماية المستعمرة من البكتيريا والفطريات.
مم يتكوّن العكبر؟
- حوالي 50% من تركيبة العكبر عبارة عن راتنجات وبلسمات نباتية.
- يشكل شمع النحل 30% من محتواه.
- تحتوي تركيبته على 10% زيوت عطرية وزيوت طبيعية أخرى.
- حوالي 5% من مكوناته عبارة عن حبوب لقاح.
- تتواجد فيه أيضًا الفينولات إلى جانب مركبات عضوية نشطة أخرى.
أشكاله المتوافرة للصحة
يتوافر العكبر في مجموعة من المنتجات الصحية سهلة الاستخدام، تناسب أهداف متنوعة للعناية بالصحة الشخصية ودعم الجهاز المناعي.
- كبسولات أو مكملات غذائية تؤخذ عن طريق الفم.
- غسول للفم أو معجون أسنان لمكافحة البكتيريا وتحسين صحة الفم.
- مستطردات أو مراهم موضعية للعناية بالبشرة والجروح.
- قطرات سائلة مركزة للأغراض العلاجية المختلفة.
- شراب يستعمل في بعض مكملات الطاقة والمناعة.
- أقراص مص يستخدمها البعض لتحسين صحة الحلق والبلعوم.
ما هي فوائد العكبر الصحية؟
يحتوي العكبر على تركيبة غنية من مركبات الفلافونويد والبوليفينولات التي تمنحه خصائص قوية مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، ما يجعله خيارًا شائعًا للمساهمة في دعم جهاز المناعة. فقد أظهرت الدراسات أن إدراج العكبر قد يساعد على تحفيز استجابة الجسم المناعية ضد مسببات الأمراض، ويدعم قدرة الجسم على التصدي للعدوى بفضل تأثيراته الحيوية على مناعة الجسم. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق للعكبر الطبيعي للاستفادة من هذه الفوائد، يمكنك تجربة أجود انواع عكبر النحل فهد القنون، الذي يتميز بنقاءه وجودته ويُعد خيارًا مثاليًا لتعزيز الصحة والمناعة بشكل طبيعي وآمن.
يبرز دور العكبر أيضًا في مجال شفاء الجروح، حيث تبين أن التطبيق الموضعي للعكبر على الجروح السطحية يُسرّع من عملية الالتئام ويقلل الالتهاب ويخفض احتمالية العدوى، وذلك وفق نتائج عدة تجارب سريرية محدودة أثبتت فاعليته في تسريع الشفاء. وقد أفادت تلك التجارب بتحسن ملحوظ في تعافي الجروح لدى الأشخاص الذين استخدموا مستحضرات تحتوي على العكبر مقارنة بطرق العلاج التقليدية.
أما فيما يخص التأثيرات الأيضية للعكبر، فتشير بعض الأدلة إلى أن تناول العكبر قد يُساعد في خفض مستويات سكر الدم لدى بعض مرضى السكري، كما يدعم السيطرة على مستويات الدهون في الدم ويحدّ من العمليات الالتهابية المتعلقة بمشاكل الاستقلاب. للاستفادة من هذه التأثيرات، يمكن أيضاً دعم النظام الغذائي بـ حبوب اللقاح الغنية بالمعادن والفيتامينات والتي تعزز من صحة الجسم بشكل عام وتدعم توازنه الأيضي، خاصة لمن يرغبون في تعزيز مناعتهم وتحسين مستويات الطاقة والنشاط اليومي.
كيف يؤثر العكبر على الوزن؟
يُظهر العكبر تأثيرات متنوعة على عمليات الأيض، حيث تشير التجارب المخبرية إلى أن مركباته الفعّالة تساهم في تحفيز إنتاج الطاقة داخل الجسم وتنشيط عملية تكسير الدهون المخزنة. فعلى سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن البوليفينولات الموجودة في العكبر—مثل الكيرسيتين والكاتيشين والأرتبيلين C—تنشّط إنتاج الحرارة (thermogenesis) من خلال مسارات بيولوجية مثل AMPK وUCP-1، مما يدعم زيادة استهلاك الدهون في الجسم ويحد من تراكمها، كما ورد في إحدى مراجعات الأبحاث الحيوانية الحديثة.
تلعب البوليفينولات دوراً محورياً في تقليل بناء الخلايا الدهنية (adipogenesis) وتعزيز استقلاب الدهون عبر التأثير على بعض البروتينات التنظيمية الأساسية مثل PPARα وSREBP-1، ما يساعد على خفض تراكم الشحوم ودعم التوازن الأيضي الصحي.
وقد أظهرت نتائج الدراسات الحيوانية ما يلي:
- تناول مستخلص العكبر ساهم في تقليل كمية الدهون المتراكمة في أجسام الفئران والجرذان التي تتبع نظاماً غذائياً غنياً بالدهون.
- لوحظ انخفاض واضح في مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم بعد معالجة القوارض بالعكبر.
- أكدت النتائج ارتباط تحفيز إنتاج الحرارة وتكسّر الدهون بتفعيل مسارات تنظيمية مثل AMPK وUCP-1 في الأنسجة الدهنية.
أما بالنسبة للدراسات البشرية، فقد ركزت معظم الأبحاث على مرضى السكري، حيث ظهر تحسّن في بعض مؤشرات الأيض عند تناول العكبر، إلا أن التأثير المباشر له على الوزن لم يكن واضحاً أو كان محدوداً وضعيف الدلالة الإحصائية، وفق مراجعة علمية.
ما هي حقيقة علاقة العكبر بزيادة الوزن؟
- تنتشر شائعات بأن العكبر يسهم بشكل مباشر في زيادة الوزن لأنه يُستهلك غالباً مع عسل النحل أو مكونات أخرى مرتفعة السعرات الحرارية.
- يعتقد بعضكم أن وجود السكريات أو المعادن في تركيب العكبر يعني أنه يرفع الوزن بسرعة، رغم أن هذه المكونات لا تُوجد بكميات كافية لإحداث فرق حقيقي.
- هناك فكرة رائجة بأن جميع المكملات أو المنتجات الطبيعية تؤثر على الشهية أو السعرات وتؤدي بالضرورة لزيادة الوزن، وهذا اعتقاد غير دقيق.
يرجع سبب اعتقاد البعض بقدرة العكبر على التسمين إلى الربط الخاطئ بين تناوله وبين حدوث زيادة واضحة في الوزن، خاصة عند خلطه بالعسل أو مواد غذائية غنية بالطاقة والسعرات الحرارية. ولهذا ننصح دوماً عند اختيار منتجات العكبر بالاعتماد على علامات رائدة مثل فهد القنون لإنتاج العسل، حيث تلتزم المؤسسة بالشفافية في عرض المكونات، وتوفر لك خيارات واضحة تساعدك على اتخاذ قرار صحي وواعي بعيدًا عن الشائعات.
بالمقارنة مع منتجات النحل الأخرى مثل العسل أو غذاء الملكات، يختلف العكبر في خصائصه الغذائية؛ فبينما يعد العسل مصدرًا غنيًا بالطاقة والسعرات الحرارية، يعتبر العكبر فقيرًا جدًا بالسعرات ولا يستخدم كمصدر طاقة، بل يتميز باحتوائه على مركبات نشطة بيولوجيًا لكن بكميات لا تؤثر على الوزن بشكل ملحوظ. إذا رغبت في تجربة عسل طبيعي عالي الجودة وغني بالفوائد الغذائية والطاقة، يمكنك الاعتماد على عسل الشفلح من فهد القنون الذي يتميز بمذاقه الفريد واحتوائه على مضادات الأكسدة. كما أن حبوب اللقاح تعتبر خيارًا ممتازًا لإضافة قيمة غذائية عالية دون تأثير ملحوظ على السعرات الحرارية اليومية.
ما الصعوبات والاعتبارات العملية لاستخدام العكبر؟
تفاوت التركيب الكيميائي
التركيب الكيميائي للعكبر يتباين بشكل كبير بين الأنواع المختلفة، حيث يعتمد على مصدر النبات والمنطقة الجغرافية التي يُجمع منها العكبر. هذا التفاوت يجعل من الصعب توقع التأثيرات الصحية للعكبر، بما فيها تأثيره المحتمل على الوزن، إذ أنّ خصائص المكونات الفعالة قد تختلف بشكل ملحوظ حسب المصدر الجغرافي والنباتي الذي جُمع منه العكبر،.
محددات الدراسات البشرية
لا تزال الأبحاث البشرية المتعلقة بالعكبر وتأثيره على الوزن قليلة من حيث العدد والحجم. تشمل معظم هذه الدراسات أشخاصاً يعانون من مرض السكري أو أمراض مزمنة أخرى، بينما نادراً ما تتناول البالغين الأصحاء أو الأطفال. هذا الحد في النطاق البحثي يجعل تعميم النتائج أمرًا صعباً، ويقلل من إمكانية الاعتماد على تلك النتائج في التوصيات العامة حول استخدام العكبر لتأثيره على الوزن.
جرعة العكبر الآمنة
حتى الآن، لا توجد جرعة موحدة أو إرشادات رسمية معتمدة لأخذ العكبر بهدف التحكم في الوزن. الدراسات المتوفرة غالباً ما اعتمدت جرعات تتراوح بين 900 ملغ إلى 1500 ملغ يومياً، واستمر ذلك لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعاً، دون تسجيل آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالاستخدام في تلك المدة والجرعات، وفق ما أشارت إليه دراسات متخصصة. مع ذلك، لا تزال الحاجة قائمة لمزيد من الأبحاث لتحديد شروط الأمان والفعالية بدقة أكبر.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل فعلاً يزيد العكبر الوزن؟
لا توجد أدلة علمية راسخة تثبت أن العكبر أو البروبوليس يتسبب في زيادة الوزن لدى معظم الناس، خاصة عند استخدام الجرعات الاعتيادية. ورغم ذلك، قد تظهر استجابات فردية أو تفاعلات نادرة لدى بعض الأشخاص تختلف عن الحالات العامة، لذا ينصح دائماً بمتابعة أي تغييرات في الجسم عند الاستعمال المتكرر.
ما الفرق بين العكبر والبروبوليس؟
العكبر هو الاسم الشائع بالعربية لما يُعرف علمياً باسم البروبوليس. كلاهما يشيران إلى نفس المادة التي ينتجها النحل من راتنجات النباتات، مع اختلاف في التسمية فقط بين الثقافة المحلية والمصطلح العلمي العالمي.
متى تظهر نتائج استخدام البروبوليس؟
في دراسة سريرية استمر فيها الاستخدام اليومي 12 أسبوعاً بجرعة 900 ملغ من البروبوليس الخام لدى مرضى السكري، لوحظ انخفاض في الوزن ومؤشر كتلة الجسم. بينما سجلت دراسة أخرى بين أشخاص أصحاء تناولوا 1000 ملغ يومياً لمدة 60 يوماً زيادة طفيفة في الوزن. يشير ذلك إلى أن التأثيرات تظهر عادة خلال فترة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعاً، وتختلف النتائج بناءً على الفئة الصحية والسياق المستخدم فيه البروبوليس.
هل تناول العكبر يومياً له فوائد؟
- المداومة على تناول العكبر قد تساهم في التخفيف من التهابات الحلق والفم.
- يساعد البروبوليس في تحسين صحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.
- له دور في تسريع التئام الجروح ودعم عملية الشفاء الطبيعية.
- قد يساعد على تعزيز مناعة الجسم ضد الأمراض الشائعة.
- تم ذكر هذه الفوائد بناءً على الاستخدام التقليدي والملاحظات السريرية المعروفة.
الخلاصة
الأبحاث العلمية المتاحة حتى الآن توضح أن العكبر لا يسبب زيادة مباشرة أو ملحوظة في الوزن عند الغالبية، كما أنه ليس من المكملات المخصصة لتحفيز اكتساب الوزن أو فقدانه بسرعة. يبقى تأثيره على الوزن محدودًا وغير مؤكد بحسب الدراسات الحالية.