فوائد العسل

أدلة علمية تؤكد اعتماد التداوي بالعسل كبديل طبيعي و اليك التفاصيل!

التداوي بالعسل

منذُ فجر التاريخ كان التداوي بالعسل شائع جداً، حيث كان يُستخدم كعلاج طبيعي للالتهابات والجروح وغيرهم من الأمراض الشائعة، لأنه يتميز بخصائصه الفريدة بقدرتها على مقاومة الالتهابات البكتيرية، والمساعدة على التئام الجروح، وعلاج العديد من الحالات المرضية المعروفة في الطب التكميلي والبديل. 

وفي ظل المخاوف المتزايدة حول مقاومة الكائنات الحية الدقيقة للمضادات الحيوية، والآثار الجانبية لاستخدامها المُفرط، تجدَد الاهتمام مؤخرًا بدراسة واستكشاف البدائل الطبيعية مثل العسل، إذ بات يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره علاجًا مساعدًا فعالاً، مثلما أكدت الأبحاث العلمية الحديثة.

التداوي بالعسل على مر العصور

لقد استُخدم العسل عبر التاريخ البشري كمصدر غذائي ودوائي هام، ففي مصر القديمة يُذكر العسل كمكوِن أساسي في وصفات التجميل والدواء، كما أن الصينيين القدماء كانوا يعتمدون التداوي بالعسل في الطب التقليدي كمضاد للالتهابات ومطهر للجروح.

وفي الحضارة اليونانية القديمة، رأى أبقراط وجالينوس أن التداوي بالعسل له فوائد علاجية عديدة، لذلك وصفوه لجروح الحروب ولعلاج أمراض الكبد، وفي العصور الوسطى اشتهر استخدام العسل في تطهير الجروح وتسكين التهابات الحلق.

كما أن التداوي بالعسل مشهور جداً في الطب النبوي حيث أوصى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) باستخدامه لعلاج الجروح والحروق والإسهال وآلام الحلق، وما زال العسل حتى اليوم علاجاً شعبياً معتمداً لدى ملايين البشر نظراً لفوائده الصحية، والعلاجية الهامة وسهولة الحصول عليه.

أصل ومكونات العسل

يُعد العسل من المنتجات الطبيعية القيمة التي عرفها الإنسان منذ القدم، وهو عبارة عن سائل لزج حلو المذاق يُنتج من قبل النحل عن طريق تخمير رحيق الأزهار أو عصارات بعض النباتات والأشجار التي يتغذى عليها عن طريق امتصاص رحيقها.

ويتكون العسل بشكل أساسي من السكريات خاصةً الجلوكوز والفركتوز، بالإضافة إلى الأحماض العضوية مثل، حمض الخليك، وحمض الستريك، وبعض الإنزيمات، والفيتامينات مثل، B وC والمعادن الأخرى مثل، الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد

كما يحتوي على مركبات أخرى مثل، الفلافونيدات والبروتينات التي تعطي العسل القيمة الغذائية والعلاجية، وتعتبر تركيبة العسل ومكوناته متغيرة ما بين نوع وآخر بحسب مصدر الرحيق ونوع النباتات المستخلص منها.

اقرأ أيضا: ما هو افضل متجر لبيع العسل في السعودية ؟

فوائد العسل كمضاد للميكروبات

يمتلك العسل العديد من الفوائد كمضاد طبيعي للميكروبات، من أبرزها:

  • يحتوي العسل على مركب الهيدروجين بيروكسيد الذي له تأثير قاتل على البكتيريا والفطريات المسببة للعدوى.
  • توجد بالعسل عناصر مضادة للأكسدة تقوم بتعطيل نشاط الميكروبات ووقف نموها.
  • انخفاض الرقم الهيدروجيني pH للعسل يجعله بيئة غير مناسبة لنمو وتكاثر الميكروبات.
  • العسل غني بمضادات حيوية طبيعية مثل، الببتيدات تعمل على تثبيط العدوى البكتيرية. 
  • تركيز السكريات العالي في العسل يمنع نمو الكائنات المجهرية المسببة تمزق أغشية الخلايا الميكروبية.
  • ويسرع من التئام الجروح، وتجديد الأنسجة مانعًا تفاقمها.

لذلك يوصف اعتماد التداوي بالعسل كدهان موضعي، أو عن طريق الفم لعلاج التهابات الجلد والأغشية المخاطية.

نشاط العسل المضاد للبكتيريا MRSA

يُعد المكور العنقودي الذهبي المقاوم للمضادات الحيوية أو MRSA من أخطر أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وأصعبها علاجًا، وتشير الدراسات إلى أن للعسل نشاطًا مضادًا واعدًا ضد هذه البكتيريا الخطيرة.

حيث وجد الباحثون أن مكونات العسل مثل البيروكسيد وحمض الخليك والمركبات الفينولية تمتلك القدرة على تثبيط نمو MRSA وقتلها، كما تبين أن استخدام العسل يجعل البكتيريا أكثر عُرضة للمضادات الحيوية مرة أخرى عن طريق تعطيل آليات المقاومة بها.

وقد طبقت الدراسة هذه النتائج من خلال اختبار فاعلية العسل في القضاء على الإصابة بالمكورات العنقودية الذهبية في الجروح الملوثة بها، ما أدى إلى تقليل وقت التئام الجروح بنسبة كبيرة، لذلك قد يكون العسل بديلاً واعدًا للمضادات الحيوية في معالجة إصابات MRSA وغيرها من العدوى البكتيرية المقاومة.

التدواي بالعسل لعلاج الجروح

يُعد العسل من أفضل العلاجات الطبيعية لالتئام الجروح والحروق بسبب ما يحتويه من خصائص مضادة للميكروبات التي تسبب التهاب وتلوث الجروح، ويستخدم العسل في علاج الجروح بعدة طرق منها:

  • وضعه موضعياً على الجروح بعد تنظيفها لمنع حدوث التهابات بها.
  • إذابته في ماء دافئ ونقع الجروح الملتهبة به لتطهيرها وتسكين الألم.
  • خلطه مع زيوت طبيعية كزيت اللافندر، أو زيت النعناع لصنع مرهم مسكن ومطهر.  
  • شرب ملعقة عسل يومياً لتقوية جهاز المناعة، ومنع حدوث التهابات ثانوية بالجروح.
  • كما يساعد العسل الطبيعي من فهد القنون على تقليل الندبات وتجديد خلايا الجلد التالفة، فهو خيار مثالي لمن يرغب في التئام سريع وآمن للجروح.

فوائد العسل لصحة الفم والأسنان

يحتوي العسل على العديد من الفوائد لصحة الفم والأسنان، مثل:

  • مضاد للبكتيريا والفطريات التي تسبب تسوس الأسنان والتهاب اللثة.
  • تنظيف الأسنان وإزالة البقع والبكتيريا العالقة بها بفعل خاصيته المطهرة. 
  • المساعدة على علاج قرحة الفم، والتهابات اللثة بطريقة طبيعية وآمنة.
  • تحفيز إفراز اللعاب وترطيب الفم، مما يقلل من احتمالية التهابات الحلق والفم.
  • تقوية مينا الأسنان والوقاية من تآكلها.
  • خفض احتمالية تكون تصبغات الأسنان، بفضل الفلافونويدات المضادة للأكسدة التي يحتويها.
  • منح رائحة نفس عطرة بعد غسل الأسنان به.
  • تهدئة الالتهابات الناتجة عن الأطعمة الحارة أو الحمضيات.

لذلك يعد عسل فهد القنون مرطبًا ومنظفًا، ومطهرًا ممتازًا لصحة الفم والأسنان.

آلية عمل العسل

يعمل العسل كعامل علاجي ومضاد للميكروبات من خلال عدة آليات، ومن أبرزها:

  • محتواه العالي من مركب البيروكسيد الذي يمتلك تأثيرات مؤكسدة قوية تقضي على البكتيريا والفطريات.
  • انخفاض الرقم الهيدروجيني للعسل مما يجعله بيئة حمضية غير ملائمة لنمو وتكاثر الميكروبات.
  • احتواء العسل على أحماض عضوية مثل حمض الخليك والفلافونويدات التي تمنع تضاعف الميكروبات.
  • وجود مكونات كالببتيدات والبروتينات التي تتداخل مع وظائف الخلايا الحيوية للميكروبات فتوقف حيويتها.
  • امتلاك العسل تركيب لزج يجعله يتغلغل بعمق في الأنسجة مزيلاً الميكروبات منها.
  • التركيز العالي من السكريات يوفر بيئة غنية تمنع نمو الكائنات الدقيقة.  
  • تحفيزه لعملية الالتئام وتجديد الخلايا مانعاً تفاقم الإصابات.

اقرأ أيضا: كيف يمكن التمييز بين ألوان عسل السدر بأنواعه المختلفة ؟

الأدلة العلمية التي تؤكد اعتماد التداوي بالعسل في الطب 

توجد العديد من الأدلة العلمية التي تؤكد فاعلية التداوي بالعسل وجدواه، من خلال اعتماده كعلاج مساعد في الطب، وهي كالتالي:

  • الدراسات التي أجريت على خصائص العسل المضادة للبكتيريا مثل، المكورات العنقودية، والإشريكية القولونية بنتائج واعدة.
  • تجارب طبية أكدت نجاح العسل في التئام الجروح والحروق الملوثة، وتقليل حدوث عدوى بها مقارنة بالرعاية التقليدية.  
  • دراسات على مرضى الربو أظهرت فاعلية العسل في تخفيف أعراض نوبات الربو وتقليل شدتها وتكرارها.
  • التجارب السريرية التي طبقت العسل موضعيًا لعلاج حالات هشاشة الجلد والتهاباتها مثل الأكزيما بنتائج إيجابية. 
  • تقارير طبية عديدة تفيد بجدوى استخدام العسل لتخفيف أعراض السعال والتهابات الحلق عند الأطفال وكبار السن.
  • إجماع الطب الشعبي القديم على اعتماد العسل كدواء فعال لمجموعة من الأمراض.

طريقة شرب العسل الصحيحة

توجد عدة نصائح يمكن اتباعها لضمان شرب العسل بالطريقة الصحيحة والاستفادة من منافعه، ومنها:

  • اختِيار العسل الخام الأصلي غير المصفى والتأكد من نقائِه وخلُوه من الشوائب.
  • تجنب شرب العسل الساخن مباشرةً، بل يفضل تناوله دافئًا أو باردًا للمحافظة على مكوناته.
  • يمكن إذابة ملعقة من العسل في كوب من الحليب الدافئ أو الماء الفاتر وشرب الخليط تدريجيًا.
  • الاقتصار على تناول 1-2 ملعقة من العسل يوميًا فقط لتجنب زيادة نسبة السكر بالدم.
  • عدم إضافة العسل للمشروبات الحارة، أو الغازية وتناوله منفردًا دون مزجه.
  • تجنب تناول العسل عند الأطفال دون سن العام لوقايتهم من خطر تسمم الأطفال بالعسل.
  • استشارة الطبيب قبل تناوله بكميات كبيرة أو لفترات طويلة.

كيف كان الرسول يتداوى بالعسل؟

كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بالتداوي بالعسل، واستخدامه في علاج العديد من الأمراض، وفيما يلي بعض الأمثلة عن طريقة استخدامه للعسل:

  • كان يوصي بشرب العسل لعلاج حالات السعال والتهاب الحلق والزكام، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرب العسل.
  • استخدم العسل موضعيًا لتسكين آلام المفاصل، فقد دلك به مفاصله عندما شكا إليه أصحابه من آلام بأيديهم وأرجلهم.
  • عالج بالعسل الإسهال و الأمعاء المضطربة، كما ذُكر في أحاديث أنه كان يأمر من يعاني من الإسهال أن يشرب عسلاً.
  • جعل العسل جزءًا من علاج الجروح والتهاب العين (الرمد)، فقد كان يمرر يده الشريفة على موضع الألم، ثم يمتص إصبعه التي وضعها عليه بعد غمسها في العسل.

لذا يعد استخدام الرسول التداوي بالعسل دليلًا على فعاليته العلاجية لكثير من الأمراض.

التداوي بالعسل يكون بطرق مختلفة، فقد يُوصف تناوله لتسكين السعال أو آلام الحلق، وقد يُستخدم موضعياً على الجروح والحروق لتسريع التئامها والوقاية من الإصابة البكتيرية، كما قد يدخل كمكون في صناعة مراهم وكريمات لعلاج حالات التهاب الجلد والحساسية.

المصادر

The Scientific Evidence Validating The Use of Honey as a Medicinal Agent