بينما يبحث الكثيرون منكم عن حلول طبيعية آمنة لتعزيز الصحة والمناعة بعيداً عن المواد الكيميائية، يبرز اسم العكبر، أو ما يُعرف بصمغ النحل، كخيار أثار فضولاً واسعاً ونقاشاً متصاعداً في السنوات الأخيرة. سرّ العكبر يكمن في تركيبته الفريدة المستخلصة من منتجات الطبيعة عبر النحل، واستخداماته التاريخية التي جعلته مادة غنية بالقصص والجدل، مما يدفع كثيرين للتساؤل: ما هو العكبر بالضبط، ولماذا يحظى بهذا الاهتمام العلمي المتزايد؟
ما هو العكبر؟
ينتج النحل العكبر عبر عملية معقدة تبدأ بجمع سوائل صمغية من براعم وفروع وأغصان الأشجار الدائمة الخضرة. بعد جمع هذه الإفرازات النباتية، يقوم النحل بمزجها مع شمع النحل وأنزيمات لعابية تفرز من أجسامهم، لتحويلها إلى مادة صمغية لزجة تعرف باسم العكبر التي يطلق عليها بالإنجليزية propolis. يستخدم النحل العكبر في الخلية تحديداً لسد الشقوق والفجوات الدقيقة، لحمايتها من التيارات الهوائية، ومنع دخول الجراثيم والعوامل الممرضة، وبالتالي ضمان بيئة داخلية معقمة ومستقرة للنحل.
خطوات تصنيع العكبر عند النحل:
- يجمع النحل الإفرازات النباتية، خاصة الصموغ والراتنجات، من براعم وأغصان الأشجار الدائمة الخضرة.
- ينقل النحل هذه السوائل إلى الخلية، حيث يستخدم قواه الفكية وأقدامه لمعالجتها.
- يقوم النحل بمزج الصموغ النباتي مع شمع النحل وبعض الأنزيمات اللعابية من أجسامهم.
- تتحول هذه المكونات تدريجيًا إلى مادة العكبر اللزجة التي يستخدمها في حماية الخلية من المؤثرات الخارجية.
مم يتكون العكبر؟
- يشكل الصمغ النباتي معظم تركيبة العكبر ويمنحه خاصيته اللزجة والمطهرة.
- الراتنجات المستخلصة من الأشجار تضيف خصائص مضادة للميكروبات.
- شمع النحل يساهم في تشكل العكبر وقوامه المتماسك.
- الأنزيمات اللعابية من جسم النحل تعزز من التفاعلات الكيميائية اللازمة لتحويل المكونات إلى مادة واحدة متجانسة.
- يحتوي العكبر أيضًا على كميات ضئيلة من الزيوت الطيّارة وحبوب اللقاح، ما يدعم فاعليته البيولوجية.
ما دلالة اسمه؟
تعود كلمة "propolis" إلى الأصل اليوناني، حيث تعني كلمة "pro" أمام أو لأجل، وكلمة "polis" تعني مدينة؛ في إشارة رمزية إلى الدور الحيوي لهذه المادة في حماية مدينة النحل أو الخلية، إذ يعمل العكبر كحصن منيع يحصّن النحل من الأخطار الخارجية ويصون بيئته الداخلية.
ما هي فوائد العكبر المثبتة؟
يبرز دور العكبر كمضاد قوي للميكروبات، إذ أثبتت دراسات حديثة فعاليته في تثبيط نمو أنواع بكتيرية مثل الإشريكية القولونية (E. coli) والمكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) وذلك بفضل احتوائه على مركبات الفلافونويد والأحماض الفينولية التي توفر طبقة حماية طبيعية ضد الميكروبات الضارة.
أما من حيث الخصائص المضادة للأكسدة، فقد أكدت الأبحاث احتواء العكبر على تركيبة فريدة من مضادات الأكسدة تساهم في الحد من أضرار الجذور الحرة، وأظهرت الدراسات البشرية ارتفاعًا ملموسًا في المؤشرات الحيوية للقدرة المضادة للأكسدة بالجسم بعد تناول العكبر باستمرار.
للتعرف على تفاصيل طرق الاستخدام المناسبة، يمكنك مراجعة مقال طريقة استخدام البروبوليس الذي يشرح الطرق المثلى للاستفادة من البروبوليس (العكبر) في الحياة اليومية.
عند الحديث عن شفاء الجروح، يُعرف العكبر بدوره في الإسراع من التئام الجلد وتهدئة الالتهابات الموضعية. حيث أثبتت تجربة عشوائية أن استخدام كريم معزز بالعكبر أسهم بصورة واضحة في تقليل مدة الشفاء مقارنة بالكريمات التقليدية، مما يوسع من استخداماته الطبية في مجال علاج الجروح.
تشمل الفوائد الإضافية للعكبر ما يلي:
- يقوي مناعة الجسم من خلال دعم الاستجابة الدفاعية ضد الأمراض.
- يحافظ على صحة الفم والأسنان ويساهم في الوقاية من مشاكل اللثة.
- يسهم في خفض مستويات السكر بالدم حسب نتائج بعض الدراسات الأولية.
- يسهم في خفض مستويات السكر بالدم حسب نتائج بعض الدراسات الأولية. يشارك في علاج التهابات الفم، إلا أن البحوث السريرية حول هذه الفوائد لا تزال قيد التطور وتحتاج لمزيد من التوثيق.
كيف يستخدم العكبر في الطب التقليدي والحديث؟
- في الحضارة اليونانية، استخدم العكبر كعلاج للخراريج، حيث كان معروفًا بقدرته على مقاومة العدوىوعلاج الالتهابات الجلدية.
- في آشور القديمة، اعتمد السكان على العكبر لمعالجة الجروح ومكافحة الطفيليات، مستفيدين من خصائصه المطهرة.
- أما في مصر الفرعونية، فقد أبدع المصريون القدماء في استعمال العكبر لتحنيط المومياء، إذ كانوا يقدّرون فعاليته في منع التحلل وحفظ الأنسجة بفضل تركيبه الفريد وفقًا للأبحاث.
ما التطبيقات الحديثة للعكبر؟
في العصر الحديث، بات يُنظر إلى العكبر كأحد أهم العناصر في طب الأعشاب والمكملات الغذائية، ويعزى ذلك لامتلاكه خصائص قوية مضادة للفطريات والبكتيريا والفيروسات. كثير من الأشخاص يحرصون على إدخاله في برامج تقوية المناعة، كما أصبح له موقع مهم بين المرضى الذين يفضلون العلاجات الطبيعية، خاصة مرضى السكري الذين يعانون من مشاكل التئام الجروح وتقرحات الفم. كذلك يُستخدم العكبر اليوم في صياغات مبتكرة تلبي الطلب على الرعاية الصحية الطبيعية.
ما المنتجات المتوفرة؟
- المكملات الغذائية (تتوفر على شكل كبسولات أو قطرات، وتستهدف تعزيز مناعة الجسم).
- المراهم الموضعية (تُستخدم للاعتناء بالتهابات الجلد والتقرحات).
- بخاخات الحلق (تلائم حالات التهاب الحلق وتخفيف الأعراض المصاحبة لنزلات البرد).
- غسولات الفم (مناسبة للحفاظ على صحة الفم وتقوية الدفاعات ضد التقرحات).
- مستحضرات العناية بالبشرة (يتم دمج العكبر أحيانًا في منتجات للعناية والمستحضرات التجميلية لتعزيز الحماية وتجديد الخلايا).
- المواد الغذائية (يمكن مزج العكبر في بعض الوصفات والمكملات الغذائية لزيادة القيمة الصحية).
ما تحديات ومخاطر استخدام العكبر؟
تتأثر جودة العكبر بشكل كبير بالمنطقة الجغرافية التي يُجمع منها وطبيعة النباتات المتواجدة هناك، إلى جانب اختلاف طرق التحضير والصناعة. فعلى سبيل المثال، بعض المنتجات التجارية المتوفرة في الأسواق قد تحتوي على إضافات غير مرغوب فيها أو نسب ضئيلة وغير معيارية من العكبر، ما يُضعف فعاليته أو حتى يزيد من احتمالية حدوث تفاعلات تحسسية لدى البعض عند الاستخدام.
عند الحديث عن الجرعة، لا تتوافر حتى الآن جرعة موحدة عالمياً معتمدة لعكبر النحل؛ إذ تشير نتائج الدراسات إلى نطاق واسع في الاستخدام اليومي يتراوح بين 100 و900 ملغ، بينما نجد أن بعض المنتجات تقدم تعليمات جرعة دون أي أساس علمي موثق، ما قد يثير التباساً أو يؤثر سلباً على الاستفادة من العكبر.
وبالنسبة للآثار الجانبية، قد يواجه بعض الأشخاص مشاكل من قبيل التحسس أو التهيج الجلدي، ولاسيما ممن لديهم تاريخ مع الحساسية تجاه منتجات النحل أو حبوب اللقاح. فقد تم توثيق أعراض مثل الطفح الجلدي والتورم؛ كما ظهرت في حالات نادرة جداً صدمة تحسسية. لذلك يوصى دائماً باختبار رقعة قبل التطبيق الموضعي لتفادي ردود الفعل غير المرغوبة.
أما ما يتعلق بالادعاءات حول قدرة العكبر على علاج أمراض مزمنة مثل السرطان أو السكري، فهي ادعاءات غير مثبتة علمياً حتى الآن؛ ويجب التعامل مع العكبر فقط كمكمل داعم بجانب العلاج الطبي التقليدي وليس بديلاً عنه.
كيف يقارن العكبر بمنتجات النحل الأخرى؟
عند مقارنة العكبر مع منتجات النحل الأخرى مثل العسل وغذاء ملكات النحل، تظهر فروقات جوهرية في التركيب والتأثير والبحث العلمي المحيط بكل منتج.
- عند مقارنة العكبر مع منتجات النحل الأخرى مثل العسل وغذاء ملكات النحل، تظهر فروقات جوهرية في التركيب والتأثير والبحث العلمي المحيط بكل منتج. يبرز العكبر بفضل احتوائه على تركيز مرتفع من مركبات الفينولات والفلافونويدات، الأمر الذي يمنحه خصائص قوية كمضاد للبكتيريا والفيروسات، ويمكنكم الحصول على أجود انواع عكبر النحل فهد القنون المعروف بنقاوته وفاعليته العالية. في المقابل، يشتهر العسل بِغناه بالسكريات الطبيعية ودوره في التسكين وتعزيز التئام الجروح نتيجة تأثيره الملطف والمساهم في ترطيب النسيج. غذاء ملكات النحل يمتلك مكونات بروتينية فريدة تجعله مميزًا في دعم تنظيم المناعة والحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم. أما من ناحية قوة الأدلة الطبية، فإن مراجعات علمية حديثة توضح أن قاعدة البيانات البحثية السريرية حول العكبر في نمو وتطور مستمر، بينما يعتمد العسل في الغالب على تراكم خبرات وتجارب تقليدية قديمة تراكمت عبر التاريخ. أما بالنسبة لغذاء ملكات النحل، فما تزال معظم الدراسات حوله حديثة وتركز على النتائج الأولية فقط، وهي في مراحلها التمهيدية حتى الآن كما توضح المراجعة العلمية.
- في المقابل، يشتهر العسل بِغناه بالسكريات الطبيعية ودوره في التسكين وتعزيز التئام الجروح نتيجة تأثيره الملطف والمساهم في ترطيب النسيج.
- غذاء ملكات النحل يمتلك مكونات بروتينية فريدة تجعله مميزًا في دعم تنظيم المناعة والحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم.
أما من ناحية قوة الأدلة الطبية، فإن مراجعات علمية حديثة توضح أن قاعدة البيانات البحثية السريرية حول العكبر في نمو وتطور مستمر، بينما يعتمد العسل في الغالب على تراكم خبرات وتجارب تقليدية قديمة تراكمت عبر التاريخ. أما بالنسبة لغذاء ملكات النحل، فما تزال معظم الدراسات حوله حديثة وتركز على النتائج الأولية فقط، وهي في مراحلها التمهيدية حتى الآن كما توضح المراجعة العلمية.
-
العكبر
-
المكونات الحيوية الرئيسية: الفينولات والفلافونويدات
-
الدور في النشاط الحيوي: مضاد للبكتيريا والفيروسات
-
قوة الأدلة الطبية: قاعدة بحثية سريرية متنامية
-
العسل
-
المكونات الحيوية الرئيسية: السكريات الطبيعية
-
الدور في النشاط الحيوي: التسكين وتعزيز التئام الجروح
-
قوة الأدلة الطبية: أدلة تاريخية وتجارب تقليدية
-
غذاء ملكات النحل
-
المكونات الحيوية الرئيسية: البروتينات
-
الدور في النشاط الحيوي: تنظيم المناعة والتوازن الهرموني
-
قوة الأدلة الطبية: دراسات علمية في مراحلها الأولى
الأسئلة الشائعة حول العكبر
هل العكبر هو نفسه شمع العسل؟
العكبر وشمع العسل هما منتجان مختلفان كليًا. العكبر يتكوّن أساسًا من مواد راتنجية يجمعها النحل من براعم الأشجار، في حين أن شمع العسل غني بالدهون ويُستخدم لتغليف وإغلاق الفتحات في الخلايا داخل الخلية.
هل العكبر هو نفسه حبوب اللقاح؟
يوجد اختلاف واضح بين العكبر وحبوب اللقاح من حيث التركيب والوظيفة. العكبر لا يحتوي على حبوب لقاح، ويمتاز بملمسه الحمضي واللزج، على عكس حبوب اللقاح أو العسل أو غذاء الملكات.
هل يصلح للأطفال؟
لا تتوفر أدلة سريرية كافية حول مدى مأمونية العكبر للأطفال، ويفضّل استشارة الطبيب قبل إعطائه لهم، إذ قد يرفع احتمالية التحسس لديهم بسبب تركيبته الطبيعية الفعالة.
الخلاصة
يُمثل العكبر خياراً طبيعياً يمكن أن يعزز مناعة أجسامكم ويساهم في مقاومة الالتهابات وتحسين صحتكم العامة، لكن شرط اقتنائه من مصادر موثوقة واستخدامه تبعاً لإرشادات السلامة والجرعات المدروسة. يمكن إدخال العكبر ضمن النظام الصحي كخطوة داعمة طالما يتم الالتزام بالتوصيات السريرية وعدم الإفراط أو الاستهتار بمصدر المنتج.
إذا كنت تبحث عن منتجات طبيعية مضمونة الجودة، ننصحك بزيارة متجر فهد القنون لإنتاج العسل، حيث يمكنك تجربة منتجات مثل حبوب اللقاح والتي تلائم كل من يهتم بتقوية المناعة ودعم الصحة العامة.