يتزايد الاهتمام مؤخرًا بمنتج العكبر أو البروبوليس، إذ أصبح يُتداول كمكمل غذائي وعلاج طبيعي يدعم المناعة ويسرّع شفاء الجروح. مع هذا الانتشار الواسع، يظهر قلق مشروع لدى الكثير منكم حول مدى أمان العكبر عند الاستخدام اليومي أو الموضعي، خاصة بالنسبة لمن لديهم تاريخ مع الحساسية، أو يرغبون في إدراج منتجات النحل ضمن نظامهم الصحي.
هل العكبر يسبب حساسيه؟
تشير الدراسات الطبية إلى أن العكبر قد يؤدي إلى حساسية لدى فئة معينة من الأشخاص، وخاصة أولئك الذين لديهم تاريخ سابق في التحسس من منتجات النحل مثل العسل أو حبوب الطلع. تظهر ردود الفعل التحسسية للعكبر غالباً في صورة طفح جلدي، حكة أو تورم، وقد تتطور في بعض الحالات النادرة إلى أعراض تنفسية خطيرة وفق ما أوضحته دراسات متخصصة.
من الناحية الإحصائية، تتفاوت نسبة إيجابية اختبار التحسس الجلدي للعكبر بين 1.2% و6.6% بين مرضى الجلدية في أوروبا، مع تزايد ملحوظ في معدلات الإصابة بالحساسية خلال السنوات الأخيرة. ولهذا، توصي الهيئات الطبية باستخدام العكبر بحذر لدى الأشخاص المعروفين بحساسيتهم أو وجود تاريخ مرضي للحساسية، مع التأكيد على ضرورة تجنب استعماله دون استشارة مختص في هذه الحالات الحساسة، كما تشير التوصيات الطبية.
ما هو العكبر؟
- يتكون العكبر أساسًا من مزيج راتنجي يجمعه النحل من براعم وأغصان نباتات معينة.
- يحتوي على شمع النحل الذي يمنحه قوامًا لزجًا ويعزز خصائصه العلاجية.
- يضم مجموعة من الزيوت العطرية التي تساهم في فعاليته المضادة للميكروبات.
- يوجد في تركيبته أنواع متعددة من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم.
- غني بالفلافونويدات، وهي مركبات نباتية معروفة بتأثيرها المضاد للبكتيريا والفطريات.
كيف يستخدم العكبر؟
- يُستخدم العكبر تقليديًا في الطب الشعبي لعلاج الجروح وتسريع التئامها.
- يدخل في معالجة الحروق عبر تطبيقه على الجلد بسبب خصائصه المهدئة والواقية.
- يُستعمل في حالات التهابات الفم والحلق عبر الغرغرة أو المراهم الخاصة.
- يدخل في صناعة بعض مستحضرات التجميل مثل كريمات العناية بالبشرة والمراهم الواقية.
ما فوائده الصحية؟
يتميز العكبر بتعدد فوائده الصحية، فقد أظهرت الدراسات أن له تأثيرات ملموسة في مكافحة الميكروبات ودعم الجهاز المناعي. تركيبته الغنية بالفلافونويدات تمنحه دورًا فعالًا كعامل مضاد للأكسدة والالتهابات.
- يمتلك خواصًا قوية مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يجعله مفيدًا في الوقاية من العدوى ودعم التئام الجروح.
- يساهم في تسريع شفاء الجروح بفضل تأثيره المهدئ والمجدد للخلايا.
- يعزز وظائف الجهاز المناعي ويزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
- يحمل خصائص مضادة للأكسدة، تحارب الجذور الحرة وتقلل من علامات الالتهاب.
- تشير بعض الأبحاث إلى أن العكبر قد يساعد في تنظيم مستويات سكر الدم وتحسين المؤشرات الصحية لدى المصابين بالسكري. ولمن يرغب في معرفة المزيد عن استخدامات العكبر للأطفال وفوائده الصحية، يمكن الاطلاع على مقال طريقة استخدام العكبر للاطفال بالتفصيل الذي يقدم دليلاً عملياً حول طرق الاستخدام والتوصيات المناسبة للعمر.
ما مدى شيوع حساسية العكبر؟
تشير الدراسات الوبائية إلى أن نسب الإصابة بحساسية العكبر لدى مرضى الجلدية في أوروبا تتراوح بين 1.2% إلى 6.6%، وتعتمد النسبة على الفئات السكانية وظروف التعرض المختلفة. وفي دراسة أُجريت على الأطفال المصابين بالإكزيما المزمنة، ظهرت إيجابية اختبار حساسية العكبر لدى 16.5% منهم، بينما بلغت النسبة 5.4% فقط بين المراهقين بحسب النتائج الموثقة من بولندا.
من هم الأكثر عرضة؟
- من لديهم تاريخ مرضي سابق للحساسية، مثل الربو أو الأكزيما، ترتفع لديهم معدلات التحسس للعكبر مقارنة بغيرهم.
- الأشخاص الذين يستخدمون مستحضرات النحل أو العكبر بكثرة، مثل النحالين أو موظفي شركات التجميل الطبيعية، يظهرون معدلات إصابة أعلى.
- أفرد أسر النحالين قد يتأثرون بالحساسية لكن بنسبة أقل، حيث بلغت هذه النسبة فقط 0.63% بين هذه الفئة كما أكدت مراجعة الأدبيات حول النحالين.
- الأطفال المصابون بالإكزيما المزمنة يبدون حساسية مرتفعة للعكبر مقارنة بغيرهم من الفئات العمرية.
هل هناك اختلافات جغرافية؟
تختلف نسب التحسس للعكبر باختلاف الجغرافيا ومصدر مادة العكبر ذاته. ففي السويد، تم تسجيل نسب تراوحت بين 2.4% و3.6% حسب منشأ العكبر (الصيني، السويدي أو الأمريكي)، مما يرجح أن التركيب الكيميائي للمادة يحدد معدل حساسيتها وفق الدراسة السويدية. كما بينت الإحصاءات أن معدلات حساسية العكبر بين النحالين تتباين بين 0.76% و4.04% حسب المنطقة، وأن انتشار الحساسية يميل لأن يكون أكثر تشتتاً في المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية.
ما أعراض حساسية العكبر؟
- الحكة الجلدية تظهر في مواضع ملامسة العكبر وغالبًا ما تترافق مع شعور مزعج وتوتر في الجلد.
- احمرار الجلد في مناطق التعرض، قد يكون خفيفًا أو واضحًا بحسب شدة التحسس.
- التورم الموضعي أحيانًا يصاحب الاحمرار والحكة ويتركز في منطقة التلامس.
- طفح جلدي قد يظهر بشكل بقع أو بثور صغيرة عادة كرد فعل على العكبر ويصنف تحت التهاب الجلد التماسي.
- الشعور بألم أو حرقة في المنطقة التي لامست العكبر، مما يضطر البعض للتوقف عن استخدام المنتجات بسرعة لتخفيف الأعراض.
- في بعض الحالات قد يطرأ تورم الشفاه أو اللسان أو صعوبة في البلع أو الكلام، وهي مظاهر تحسسية أقل شيوعًا لكنها ملحوظة.
متى تظهر الأعراض؟
الأعراض التحسسية للعكبر تظهر عادة بعد فترة تتراوح من ساعات قليلة وحتى عدة أيام من الاستعمال أو التعرض للعكبر، في حين أن استثارة الجهاز المناعي لأول مرة تحتاج أحيانًا لفترة تمتد بين عشرة إلى خمسة عشر يومًا إذا كان هناك تعرض متكرر قبل ظهور العلامات الواضحة.
هل هناك أعراض خطيرة؟
في حالات قليلة قد تتفاقم الأعراض لتشمل علامات جهازية خطيرة مثل الطفح المنتشر على مساحة كبيرة من الجلد، ضيق في التنفس، أو حتى حدوث صدمة تحسسية (anaphylaxis) تستدعي التدخل الطبي الفوري، وقد وثّقت تجارب سريرية هذه المظاهر ضمن تفاعلات الحساسية للعكبر.
على سبيل المثال، سُجلت إصابات بطفح وحكة شديدة حول الفم بعد استخدام مرطب شفاه يحتوي على شمع النحل والعكبر، وقد لوحظ اختفاء الأعراض فور التوقف عن المنتج، مما يؤكد العلاقة بين هذه المكونات وظهور التحسس في بعض الحالات الموثقة.
كيف يتم تشخيص حساسية العكبر؟
يُعتمد غالبًا على اختبار البقعة (Patch test) في تشخيص حساسية العكبر، حيث يُوضع خليط من العكبر بنسبة 10% مذاب في الفازلين مباشرة على الجلد. يُترك هذا الخليط على مساحة صغيرة من الجلد، وتتم مراقبة حدوث أي تفاعل جلدي في المنطقة مثل الاحمرار أو الحكة أو الانتفاخ. فعلى سبيل المثال، إذا لوحظ ظهور بقع حمراء أو طفح خلال بضعة أيام من وضع الاختبار، يتم الاشتباه بوجود حساسية تجاه العكبر.
في بعض الأحيان قد يكون هناك تداخل في التشخيص بسبب تشابه أو ارتباط تفاعلي بين مواد أخرى والعكبر. على سبيل المثال، يمكن أن يظهر تهيج جلدي لدى بعض الأشخاص بعد استخدام منتجات تحتوي على عطر الفانيليا أو بلسم البيرو، نتيجة تشابه تركيبتها الكيميائية أو حدوث تفاعل متقاطع بينها وبين العكبر، لذا يجب التنبه لهذا الأمر عند ظهور الأعراض.
توجد عدة تحديات تصعّب من دقة التشخيص:
-
تشابه الأعراض الجلدية الناتجة عن حساسية العكبر مع أمراض جلدية شائعة مثل حروق الشمس أو التهاب البشرة.
-
قد يتأخر ظهور الأعراض بعد التعرض للعكبر، مما يُربك الطبيب أو يؤخر اتخاذ القرار المناسب.
-
من الممكن أن تكون بعض المنتجات ملوثة بمشتقات نحل أخرى غير مذكورة ضمن مكوناتها المعلنة، مما يزيد احتمالية الاشتباه الخاطئ أو التعقيد في تفسير نتائج الاختبار، كما أشارت ديرم نيت.
من هم الأكثر عرضة لحساسية العكبر؟
العوامل الوراثية تلعب دوراً مؤثراً في احتمالية ظهور حساسية العكبر. إذ تزداد فرص التحسس لدى الأشخاص الذين ينحدرون من عائلات يعاني أفرادها من أمراض وراثية جلدية أو لديهم تاريخ عائلي مع الحساسية، ما يجعلهم أكثر عرضة لتطوير ردة فعل حساسية عند التعرض للعكبر.
هل العمل بالنحل عامل خطر؟
مربي النحل يُعتبرون من الفئات الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بحساسية العكبر. تظهر التقارير أن نسبة التحسس للعكبر ضمن هذه الفئة في أوروبا تتراوح بين 0.76% و4.04%. غالباً ما يظهر التحسس لديهم بعد سنوات من مزاولة العمل نتيجة التعرض المتكرر والمطوّل للعكبر ومنتجات النحل الأخرى.
هل الأطفال معرضون أكثر؟
الدراسات تشير إلى أن الأطفال المصابين بالأكزيما أو الربو التحسسي معرضون بدرجة أكبر للتحسس من العكبر مقارنة بالمراهقين. ففي دراسة بولندية وُجد أن 16.5% من الأطفال من هذه الفئة ظهرت لديهم حساسية للعكبر، بالمقارنة مع 5.4% فقط من المراهقين، مما يؤكد وجود خصوصية مرتبطة بالعمر في ردة الفعل للعكبر بحسب نتائج البحث.
ما أهم التحديات في التعرف على حساسية العكبر؟
غالبًا ما يتأخر التعرف على حساسية العكبر نتيجة افتراض كثير من الأطباء أو المرضى أن المنتجات الطبيعية آمنة بالكامل، فيظنون أن العكبر لا ينتج عنه مشاكل تحسسية. هذا الافتراض يثني البعض عن التفكير في العكبر كمسبب محتمل عند ظهور أعراض جلدية، خاصة وأن التفاعلات التحسسية للعكبر قد تتشابه في مظهرها مع أمراض جلدية أخرى، مثل الإكزيما أو التهاب الجلد التماسي، مما يؤدي إلى إرباك التشخيص واستمرار التعرض للمادة المثيرة للحساسية بعلم أو دون علم.
ما المواد المتداخلة؟
- العكبر قد يتداخل مع بلسم البيرو، مما يزيد من احتمال الاشتباه في المادة المسببة للتحسس.
- حمض السيناميك (Cinnamic acid) الموجود في بعض مستحضرات العناية أو الأطعمة يمكن أن يفاقم التفاعل التحسسي أو يخلط على الطبيب مصدر الحساسية الفعلي.
- الفانيلين وغيره من المركبات العطرية قد توجد أيضًا في نفس المستحضرات أو المواد الطبيعية، مما يزيد احتمالية الخطأ في التعرف على المسبب.
- منتجات أخرى مشتقة من النحل، مثل شمع العسل، تدخل أحيانًا في تركيب نفس المنتج أو روتين العناية، ما يعقد مهمة تحديد المادة المحسسة الرئيسة بدقة.
هذه التداخلات تجعل تحديد مصدر التحسس الأصلي أمرًا صعبًا، لأن مواد عدة قد تتسبب بأعراض متقاربة أو قد تعمل معًا على تحفيز حدوثها.
ما تأثير التركيب الكيميائي للعكبر؟
يتغير التركيب الكيميائي للعكبر تبعًا لمصدر النبات في كل دولة، فالعكبر المستخلص في منطقة ما يختلف في مكوناته عن مناطق أخرى. هذا التنوع في المواد الفعالة ينعكس بشكل مباشر على معدل الإصابة بالحساسية، إذ قد تظهر الحساسية تجاه نوع معين من العكبر فقط دون الأنواع الأخرى، وذلك بسبب اختلاف التركيبة الكيميائية ووجود مواد محسسة بعينها في بعض الأنواع وليس جميعها.
الأسئلة الشائعة حول حساسية العكبر
ما هي الآثار الجانبية للعكبر؟
قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل بالجهاز الهضمي، مثل القيء أو آلام البطن، هناك تأثير محتمل للعكبر على الأشخاص المصابين باضطرابات تجلط الدم، ظهور رد فعل تحسسي لدى من لديهم حساسية تجاه العكبر.
هل العكبر مفيد للحساسية؟
يمتلك العكبر خصائص داعمة لجهاز المناعة، لذا يُستخدم أحيانًا للمساعدة في تخفيف السعال وبعض أعراض الحساسية الصدرية. ومع ذلك، يجب على من لديهم حساسية مثبتة للعكبر تجنبه كليًا حتى لا يتفاقم وضعهم. فعلى.
ماذا يفعل العكبر بالجسم؟
يحتوي العكبر على مركبات مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يساعد في مكافحة العدوى، يساهم في تسريع شفاء الجروح والحروق، ويعزز التئام الأنسجة، يُستخدم لتحسين صحة الفم واللثة، خاصة في علاج تقرحات الفم الناتجة عن العلاج الكيماوي.
الخلاصة
العكبر يُعرف بفوائده الصحية الكثيرة، لكنه ليس خاليًا من احتمال التسبب في حساسية، خاصة لديكم إذا كنتم ممن يعانون من مشاكل تحسسية سابقة. توخي الحذر ضروري عند استخدام أي منتج طبيعي مثل العكبر، مهما كانت سمعته الجيدة. وإذا كنت تبحث عن المزيد من التفاصيل حول استخدام البروبوليس في حياتك اليومية أو فوائد إضافية مرتبطة به، يمكنك قراءة مقال طريقة استخدام البروبوليس في 2025 للحصول على نصائح عملية وتجارب متنوعة.
لمن يبحث عن منتج موثوق يمكن استخدامه يومياً لدعم المناعة أو لصحة البشرة والفم، يمكن تجربة أجود انواع عكبر النحل فهد القنون لإنتاج العسل الذي يتميز بتركيبته الطبيعية الخالية من أي إضافات أو مواد صناعية. عكبر النحل من فهد القنون لإنتاج العسل يساعد في تعزيز صحة القلب ومكافحة العدوى، ويعتبر خياراً فعالاً لدعم صحة الفم والأسنان، بالإضافة إلى فوائده للبشرة بفضل خواصه المضادة للالتهابات.